7- الجدول الزمني للنشر الدولي "خطوات تعامل المجلة مع المقال المنشور"

استقبال محرر المجلة للمقال حال بعثه:

لما يرسل الطالب أو الباحث مقاله للمجلة التي عادة يديرها مسؤول اسمه محرر المجلة editor  والذي بدوره يطلع على البحث ويقرأه قراءة سريعة تمهيدية. ويحدد بناء على القراءة التمهيدية إذا كان هذا البحث يتفق أو يختلف مع أهداف المجلة، هل الباحثون احترموا منهج البحث وهل يتفق مع منهج المجلة وهذا يأخذ في العادة تقريبا أسبوع واحد ثم يأخذ قرار إذا يبعث هذا البحث للمحكمين أو يرد برفض المقال. وجب التنبيه أنه على الباحث أن يطلع على أهداف المجلة وموضوعاتها واهتماماتها والتأكد من كون مقاله يخدم هذه المصالح والاهتمامات قبل ان يبعث لها (كما فصلنا في المقال الماضي).

ارسال البحث للمصححين:

بفرض أن البحث يتفق مع أهداف المجلة وأنه نال قسطا وافرا من اهتمام المحرر يقوم هذا الأخير بتحديد إثنين متخصصين في المجال قيد الدراسة لتحكيم الورقة أو البحث العلمي (في مجلات أخرى قد يبعثون لثلاث أو أربع محكمين). يتم اختيار المحكمين بناء على التخصص حيث يعتبر محرر المجلة شخص خبير بالمجال وله معرفة وخبرة بأساليب البحث في النت على الباحثين المتخصصين في ميدان المقال وأحيانا ينظر لقائمة المراجع التي ذكرها الباحث أو قائمة الباحثين المقترحين من قبل الباحث (في بعض المجلات يطلبون من المؤلف اثناء ارسال المقال اقتراح باحثين متخصصين قادرين على تصحيح المقال) وعلى ضوء المعلومات المتوفرة يختار منهم محكمين أو ثلاث حسب سياسة المجلة.

محرر المجلة يبعث للمحكمين رسالة يطلب منهم تصحيح البحث ويعطيهم عادة فترة زمنية قدرها أسبوع للرد بالقبول أو رفض التحكيم. وفي حالة الرفض يبحث محرر المجلة عن محكم أخر ويبعث له طلب تحكيم البحث ويعطيه مهلة أسبوع للقبول أو الرفض وهكذا دواليك. في الصورة التالية مثال عن رسالة يرسلها المحرر للمحكمين:



في حالة قبول المحكمين لتصحيح المقال تعطيهم المجلة مهلة عادة بين 4 الى 8 أسابيع لتقييم البحث. وفي نهاية الفترة يبعث لهم محرر المجلة رسالة يطلب منهم ارسال تقرير مكتوب عن البحث (نقاط القوة، نقاط الضعف، المنهجية، ...) وهذا قد يساعد محرر المجلة في القرار بالقبول أو الرفض ويساعد الطالب في تحسين جودة بحثه. وفي حالة عدم تمكن المصححين من تحكيم البحث في الوقت المناسب يزيدهم محرر المجلة مهلة أسبوعين لتقييم البحث وهكذا دواليك. وفي حالة عدم رد أحد المحكمين وتماثله للتماطل قد يستعين محرر المجلة بمحكم أخر ويبعث له طالبا منه تصحيح البحث، وفي مثل هذه الحالات الشاذة قد تطول فترة تحكيم البحث في ظل انتظار الطالب على أحر من الجمر.

يطالع محرر المجلة ملاحظة المحكمين وتوصياتهم ويصدر قرارا بخصوص البحث. وهنا نقف عند هذه النقطة، فاذا قبل كل المحكمين المقال سيكون قرار المحرر قطعا بالقبول. وإذا كان فيه تعارض بين المحكمين هنا قد يرجح المحرر كفة أحد المحكمين وقد يستعين بمحكم ثالث حتى يوزن أحد الكفتين (بحث مقبول أو بحث مرفوض، وإذا كان مقبول هل بتصحيحات ثانوية أو رئيسية)، وفي حالة رفضه من جميع المصححين قطعا سيكون رد محرر المجلة بالرفض.

عادة الوقت المتوقع بين تسليم البحث للمجلة واستلام الرد الأولي يتراوح بين 3 الى 6 شهور. وفي بعض الحالات الأخرى قد يصل لعام. وسبب التأخير يعود أحيانا لسياسة المجلة أو ربما لظروف لمت بأحد المراجعين ليضطر فيما بعد للاعتذار عن التصحيح وكذا يضطر المحرر لإرسال البحث لمصحح أخر، وفي أحيان أخرى يكون سبب التأخير هو اختيارك لمجلة ليست مختصة في مجالك وخطأ من محرر المجلة أنه يقبل البحث ويرسله للمحكمين دون قراءة تمهيدية متأنية للمقال.

 

مالذي يتوقعه محكم المجلة والمراجعين من يحثك:

·       الحداثة أو الإضافة العلمية ... ما الجديد في بحثك؟ وما يميزه عن بقية الدراسات؟

·       الارتباط بالمعرفة الحالة والاضافة عليها

·       منهجية البحث وهل النتائج تبدو منطقية وموضوعية؟

·       الكتابة الدقيقة للبحث. وهل تمكن الكاتب من إيصال أفكاره

·       التسلسل الجيد للأفكار

·       التطبيق العملي .. كيف يتم الاستفادة من البحث

·       الحداثة وارتباط المراجع بالبحث

·       الالتزام بتوصيات المجلة وتعليماتها

 

قرار المحكمين في الجولة الأولى:

قلنا إن البحث يرسل للمجلة ويستلمه محرر المجلة ليقيم عليه قراءة تمهيدية على ضوء النقاط السابقة الذكر. ثم يقرر إذا يرفض البحث ويعيده للمؤلفين وهنا نسميه disk rejection او يرسله للمحكين. يأخذ المحكمين مدة معينة لقراءة البحث وكتابة الملاحظات وعلى ضوء هذه الملاحظات يكون قرار المحكم واحد من أربعة:

·       مقبول بشكله الحالي دون تغيير ... نسبة قليلة جدا من الأبحاث التي تقبل دون شروط

·       مراجعة بسيطة minor revision .... معناه ان المحكم أعجبه البحث لكن عنده ملاحظات بسيطة

·       مراجعة جوهرية major revision ... معناه ان المحكم مهتم بالبحث لكن عنده ملاحظات كثيرة

·       رفض rejection ... معناه أن البحث مرفوض ولا يرقى للنشر في شكله الحالي

 

قرار المحرر في الجولة الأولى:

هنا يقرأ المحرر تعليقات المصححين وقراراتهم وعلى ضوئها يقرر قبول البحث من عدمه. وفي حالة تضارب بين المحكمين (مثلا محكم رأى ان البحث مقبول بمراجعة بسيطة ومحكم أخر قرر الرفض) هنا قد يميل المحرر لرأي أحد المراجعين وقد يستعين بمراجع ثالث يقوم بتصحيح المقال. وفي كل الحالات يرد عليك المحرر بإحدى الإجابات الأربع:

-مقبول بشكله الحال دون تغيير ... وهذه نسبة قليلة جدا من الأبحاث التي تقبل دون تغيير (اقل من 1 بالمائة) معناه ان البحث مقبول وتمر الى المراحل القادمة التي سنتكلم عنها لاحقا. في الصورة التالية مثال عن رد محرر بقبول غير مشروط للمقال:





-مراجعة بسيطة minor revision .... معناه ان مقالك تقريبا مقبول لكن عليك تعديله قليلا. والمطلوب منك يا بني تعديل المقال حسب ملاحظات المراجعين والرد على أسئلتهم وملاحظاتهم سؤالا سؤالا (سنتحدث عن كيفية الرد في المقالات القادمة). في الصورة التالية مثال عن مقال مقبول بمراجعة بسيطة.


-مراجعة جوهرية .... major revision معناه ان مقالك مازال بعيدا قليلا عن طموحات المراجعين ولا يزال في حاجة للتعديل والتنقيح. والمطلوب منك تعديل المقال حسب ملاحظات المراجعين والرد على أسئلتهم وملاحظاتهم سؤالا سؤالا (سنتحدث عن كيفية الرد في المقالات القادمة). في الصورة التالية مثال عن مقال مقبول بمراجعة جوهرية.


-رفض rejection ... معناه ان مقالك مرفوض للنشر ولا يرقى للمستوى المطلوب. عليك تعديله وتنقيحه والرجوع الى أساتذة أكفاء لأخذ النصائح منهم قبل إعادة تقديمه الى مجلة أخرى.

 

الردود المتوقعة من المؤلفين:

في حالة رفض المقال فالمؤلف أمامه قرار واحد وهو محاولة تحسين المقال والتغطية على الثغرات القديمة قبل إعادة ارساله لمجلة أخرى. أما في بقية الحالات فللمؤلفين عادة قرارين على ضوء ملاحظات المحكمين ومدى اختلافهم مع أراء المؤلفين.

·       سحب البحث withdrawn: في حالة كون طبيعة التعليقات كثيرة وعدم قدرة المؤلفين أخذها بالحسبان، أو في حالة تضارب أراء المؤلفين مع المصححين واختلافهم قد يضطر بعض المؤلفين الى سحب مقالاتهم من المجلة بغية وضعها في مجلة اخرى.

·       تصحيح المقال وإعادة بعثه: وفي العادة يقوم الباحث بتصحيح المقال حسب نصائح المصححين والرد على تعليقاتهم تعليقا تعليقا لشرح ماذا تغير في المقال وما الذي قام به المؤلفون لأخذ التعليقات بعين الاعتبار ومن ثم إعادة بعثه للمجلة.

 

الجولة الثاني من التصحيح:

في حالة تصحيح المقال وإعادة بعثه للمجلة، تمر للجولة الثانية بحيث يستقبل المحرر المقال بصيغته المنقحة مع رد كامل على تعليقات المصححين ثم يعيد ارساله للمصححين نفسهم (وفي حالات شاذة مثل وفاة المصححين أو مرضهم او رفضهم اكمال التصحيح قد يضطر المحرر ان يتخذ القرار بنفسه او يستعين بمصحح أخر). المهم قلنا ان المحكمين يتلقون النسخة المنقحة من المقال مع الرد على التعليقات ثم يتخذون القرار حسب مدى استجابة المؤلفين للتعليقات وكيفية تعديلهم للمقال. وقد يوافق المصححين على المقال أخيرا للنشر وقد يطلبون تصحيحا اخر وقد يرفضون المقال. وعلى ضوء ردود المصححين قد يقبل المحرر المقال بشكله المنقح وقد يرد عليك بتعليقات أخرى وتدخل في جولة ثالثة من التعديلات وممكن حتى الجولة الرابعة وقد يرفض مقالك. وفي حالة الدخول الى الجولة الثالثة قد ينسحب المؤلف ويسحب مقاله وقد يقوم بتصحيح مقاله من جديد ويرد على تعليقاتهم الجديدة زنقة زنقة ثم يعيد ارسال المقال المنقح بنسخته الثانية للتحكيم مرة أخرى وهكذا دواليك الى غاية قبول المقال ومروره الى المراحل التالية الأقل حدة من سابقتها. في الصورة التالية مثال عن قبول نشر مقال بنسخته المنقحة في الجولة الثانية من التصحيح، وأتمنى من كل طالب رؤية مثل هذه الرسالة في القريب العاجل.

 

وفي حالة قبول المقال ستتلقى رسالة من محرر إنتاج المجلة ليعطيك بعض النصائح والتعديلات التي تخص الشكل والتصميم والبنية والحجم. ومن ثم ستضع المجلة مقالك على الموقع في قائمة المجلات المقبولة للنشر الى غاية وصول دوره ليتم نشره بصفة رسمية في عدد وإصدار معين.

وكمثال على ما تم شرحه سابقا سأضع بين يديكم مخطط يلخص طريقة معالجة المقالات المرسلة لمجلات تابعة لدار النشر إلزيفير :

في هذا الشرح المختصر تعلمنا الألية التي تعتمدها المجلات المفهرسة لمعالجة المقالات العلمية، ويبدوا الأن جليا سبب تأخر بعض المجلات في الرد على المؤلفين ولماذا يتلقى الباحثون دوما رفضا بل عدة رفوض في بداية مشوارهم. وسنهتم في المقالات القادمة بمواضيع أكثر تعمقا ودقة بخصوص كتابة المقالات.

أتمنى أنكم استفدتم من موضوع اليوم. في انتظار أسئلتكم، تعليقاتكم، إضافاتكم لهذه المحاولة المتواضعة، تقبلوا مني دعواتي وتمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق

 

أخوكم الدكتور محمد الأمين بن بوراس

تعليقات

  1. ملخص كافي ووافي ومختصر ومفيد، شكرا جزيلا كثيرا ..

    ردحذف

إرسال تعليق